الثلاثاء، 14 يوليو 2009

استفزازات ليبرمان للقاهرة

يبدو أن الحكومة الإسرائيلية مصرة على أن تقطع كل الخيوط مع مصر، وهي الدولة العربية الوحيدة القادرة على أن تكون الوسيط مع الفلسطينيين من أجل تحقيق "سلام موعود"، بحكم اتفاقيةالسلام الموقعة بين البلدين.

لكن من الواضح أن الحكومة اليمينية غير مهتمة بملف السلام، ولا يعنيها في شئ، انما تناور من أجل الهروب من الضغوط الدولية، ولا يعنيها أيضا الاحتفاظ بـ"أصدقاء" في المنطقة.

فقد قرر وزير الخارجية الإسرئيلي افيجدور ليبرمان تعيين أحد مقربيه سفيرا في القاهرة، وهو على ما يبدو ردا على ما قاله الرئيس المصري حسني مبارك، الذي صرح في حديث لصحيفة إسرائيلية بأن تعيين ليبرمان وزيرا للخارجية هو بمثابة "جر شكل" وإعلان حرب، ذلك أنه لا يعادي العرب والسلام فقط، وإنما يدعو إلى محوهم، كما انه سبق أن هاجم الرئيس المصري هجوما وقحا وهدد بضرب السد العالي، وهو ما أثار حفيظة مصر.

والآن يواصل ليبرمان استفزازته للقاهرة، ويختار أحد قادة حزبه المتطرف ليكون سفيرا في القاهرة، كي يشعل الخلاف ويزيد من تعقيد العلاقات بين البلدين.

لقد رفضت القاهرة منذ البداية دعوة ليبرمان لزيارتها، وصرحت أكثر من مرة أنه غير مرحب به في القاهرة، لذا قرر أن يختار شخصية حزبية تعبر عن موقف "إسرائيل بيتنا" ليكون سفيرا لإسرائيل في مصر، كما لو كان يخرج لسانه للقاهرة، ويمعن في إغاظتها، بعدما تجاهلته تماما، وفرضت عليه حصارا دبلوماسيا.

ومن المنتظر أن تعارض القاهرة اختيار السفير الجديد، وأن تتمسك باختيار شخصية لها خبرة في العمل الدبلوماسي، حتى لا تتافقم الخلافات بيبن البلدين، في وقت يجري فيه التباحث من أجل إنهاء ملف الأسرى والتهدئة مع حركة حماس في غزة.

وإذا كان كان ليبرمان شخصية غير مرغوب فيها في مصر فإن أي شخص يسير على نهجه سيكون أيضا غير مرغوب فيه، ومن الصعب أن تصادق مصر على شخصية تشعر أنها قادمة للكيد وللإغاظة، وليس للعمل الدبلوماسي المحترف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق